أسماك القرش تهاجم الإنسان لأنها تخاف منه



يجوب البحار المدارية والمحيطات منذ أربعة ملايين سنة ، بعد أن قدمته موجة التطور الاحيائي كائنا بحريا ضخما بلا عظام ، إنما بهيكل غضروفي يسمح له بالاندفاع سريعا في عباب الأمواج .
هذا المخلوق المهيب يتألف من400 نوع يعتبر 30 منها فقط المتوحش والذي قد يمثل تهديدا وخطرًا على الإنسان. ويتصدر هذه 30 فصيلة منها 4 أنواع تعد من أخطر أنواع القرش في العالم ، وهي القرش الأبيض ، والقرش الثور ، والقرش النمر ، والقرش المحيطي ، وبالرغم من كل ذلك فإن علماء الحياة البحرية اعتبروا العداء لأسماك القرش ظلمًا بينًيا، ولذلك يبذلون جهودًا مضنية ومنذ سنوات عديدة للدفاع عن حقوقها البيئية. .
للقرش مهارات غريبة ، فهو يستطيع تقييم فريسته بدقة متناهية من أول عضة ، بحيث يستطيع وبسرعة مذهلة معرفة حجم الطاقة الغذائية أي الدهون التي سيحصل عليها من هذه الفريسة ، وما إذا كانت تستحق عناء المحاولة؛ ولذلك تعتبر لحوم الفقمة و سباع البحر فريسة مثالية؛ بسبب ارتفاع نسبة الدهون في أجسامها ..و نسيج الأساطير التي حاكها الناس عنه ، وكل تلك المبالغات الهوليودية غير صحيحة فهو لا يستمرئ لحم الإنسان ولا يستسيغه أبدا ، غير أنه يهاجمه غالبا بدافع الخوف والدفاع عن النفس و لا يعد إنسانا نحيفًا أكلة شهية.
كما تمكنه حاسة الشم من متابعة أثر الروائح لمسافة كيلومترات عديدة و يمكنه عبرها الإحساس برائحة قطرة واحدة من الدم في 100ألف لتر من الماء، ..ناهيك على أن مقدمة الأنف مزودة بنوع من المسامات الصوتية فتمكنه من الاستدلال على أي حقل كهربائي مهما كان ضئيلا ، بمعنى أنه قادر على رصد أي حركة عضلية مهما بلغت من الضعف. من الطريف ذكره أيضا أن سمك القرش لا ينام ولا يتوقف عن الحركة منذ ولادته حتى موته ، وذلك لأن جسمه غير مجهز كغيره من الأسماك بأكياس هوائيه تساعده على النوم

و يعود تاريخ أحافير سمك القرش إلى أكثر من 300 مليون عام أي قبل وجود الديناصورات، وبقيت سلالات قليلة من القرش حتى اليوم محتفظة بالصفات الجسمانية الأساسية التي توارثتها لأكثر من 150 مليون عام ، والذي يعني أنها تحمل الكثير من أسرار الحياة الأولية. وأمر مرعب رؤية أكوام وصنوف متراصة من الأسنان المدببة القاطعة ، بمختلف المقاسات و الأشكال ، منها المسطحة القادرة على تحطيم القواقع والجنادب البحرية ، ومنها الطويلة المدببة التي صممت لتقطيع أوصال أي سمكة مهما كان حجمها.. أما تلك المخصصة لمقاتلة الثدييات البحرية فإنها تستطيع بأسنانها الفولاذية قضم مساحة هائلة من أي حوت، وشطر أفراس البحر وكلابه بقضمة واحدة .فأسنانها تعمل بمثابة شفرات حادة، وصلابتها كصلابة الماس . يهاجم هذا الوحش فريسته بأعداد كبيرة تصل إلى 400 فرد تهيم في مياه المحيط وتحيط بفريستها بهجوم سريع لا يبقي من أثرها شيئا بالمرة .

يمتلك القرش ميزات تساعده على تحسس البيئة المحيطة وكشفها بدقة متناهية ، فهو مثلا يمتلك مقدرة هائلة على الرؤية في الأعماق بفضل وجود طبقة عاكسة تقوم بتضخيم كمية الضوء الساقط على الشبكية ، الأمر الذي يجعله قادرا على تحسس أضعف الأضواء، بالإضافة إلى أن جلده يحتوي حجيرات تشبه الأقماع ، وهي مليئة بالنهايات العصبية فائقة الحساسية لأبسط رنين يحمله الماء لها ، هذه هي الأسلحة التي يتزود بها هذا الوحش الفريد و التي تعطيه القدرة على السباحة لمسافات تصل إلى مئة كلم يوميا ولأعماق تمتد إلى 2000 متر و يتمتع سمك القرش بمرونة جسدية فهو يتحرك برشاقة مذهلة وسرعة كبيرة على الرغم من حجمه . بعكس الأسماك التي تطفو بسبب حجم كيسها الهوائي ..فإن القرش يتحرك ارتفاعا وهبوطا بفضل كبده الذي يبلغ ربع حجم جسمه و الذي يحتوي على مادة أقل كثافة من ماء البحر. الغريب أن كل شيء في جسد هذا الحيوان يدعو لاصطياده ، فلحمه لذيذ ومقوي لصمامات القلب ، أما زعانفه فقد باتت جزءاً من نشاط شبكات السوق السوداء التي تجد رواجا وأسواقا مفتوحة،ويقول علماء الأحياء المائية و البحرية إن هذا الإقبال على حساء زعانف القرش، يهدد بالقضاء على واحد من أقدم المخلوقات ويهدد النظام البيئي الذي يعاني من زيادة معدلات الصيد الجائرة .

0 التعليقات :

إرسال تعليق